-A +A
علي الرباعي (الباحة)

تحضر المملكة العربية السعودية، غداً (الثلاثاء) في باريس، بكامل لياقتها وحضورها، ومنجزاتها ومستهدفاتها وإصلاحاتها، معلنةً استكمالها الاستعدادات اللازمة لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030، وحاملةً رسالة سلام وإخاء عبّر عنها السعوديون الذين يترقبون الاستضافة بفارغ الصبر.

ووضعت المملكة 17 هدفاً، ونجحت في تحقيقها في زمن قياسي باعتبارها قيماً أممية وأخلاق إنسانية وواجبات وطنية، منها القضاء على الفقر، وعلى الجوع، وتأمين الصحة الجيدة والرفاه، والتعليم الجيد، والمساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات الوطنية، وتوفير المياه النظيفة والنظافة الصحية، وتلبية الحاجة من طاقة نظيفة وبأسعار معقولة، وإيجاد العمل اللائق ونمو الاقتصاد، وتعزيز الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية، والحد من أوجه عدم المساواة، والتوسع في بناء مدن ومجتمعات محلية مستدامة، واعتماد الاستهلاك والإنتاج المسؤولين، والعمل على حماية المناخ، والحياة تحت الماء، وفي البرّ، وإقامة السلام والعدل والمؤسسات القوية، وعقد شراكات لتحقيق الأهداف، وترفع المملكة شعار «حقبة التغيير» باستشراف المستقبل، عبر موضوع رئيس طموح يحاكي ما اعتادت المملكة على تحقيقه، إضافة لموضوعات فرعية تستثمر في الغد، وتسعى إلى تقديم نسخة استثنائية من معارض إكسبو، تترك أثراً باقياً في ذاكرة زواره، وتجعل من المعرض منصةً فريدةً تستعرض أبرز الابتكارات والتقنيات الحديثة، وإسهاماتها في تذليل العقبات التي تواجه الكوكب في مختلف المجالات.

وتتطلع المملكة في عصر التغيير المتسارع، إلى غد أفضل يعيش فيه الإنسان عمراً أطول بفضل التقدم الطبي، واكتشاف أدوية لأمراض لم نتمكن من علاجها سابقاً؛ ليتمتع الجميع بصحة أفضل مما كانت عليه منذ20 عاماً مضت.

وأخذت المملكة احتياطها للتحديات المتوقعة إذ من المتصور أن تزيد نفقات الرعاية الصحية الحكومية؛ بسبب ارتفاع مستويات الشيخوخة، وحاجة المسنين إلى مساعدة ودعم صحي أكبر، وتوفير بيئة محفزة لجميع الأجيال، تقدم فرصاً للشباب، وتوفر عناية أفضل للمسنين، وتحقق رفاهية للأمهات والأطفال.

فيما يتم تسخير العلوم والتكنولوجيا من أجل الإنسانية، بدعم الابتكار المسؤول وتقليص الفجوة الرقمية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وبذل الجهد لتقليل الاتكالية على التقنية وتجنب مخاطرها، بتزامن تام مع أهداف التنمية المستدامة.

ووفرت القطاعات الصحية البيانات القابلة للتشغيل المتبادل بشكل جذري ما يحقق بروز قطاع صحّي يركّز على المريض، ويتكيّف مع حاجاته الشخصيّة، وتغدو القطاعات التقليديّة التي تشكل منظومة الرعاية الصحيّة مختلفة تماماً بحلول عام 2040، إذ تتطور قدراتها لمواكبة التحوّل نحو التركيز على المستهلك، إضافة للتغيرات في القطاع التكنولوجي، وما يختص بالذكاء الاصطناعي، ليصبح أكثر جذريّة، ويرفد مواجهة تحديات الأمن السيبراني المتزايدة. فيما تتضاعف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاعات عدة منها توصيل المواد والنقل والعمران المدني والاستجابة للكوارث والرعاية الصحية والوظائف العامة الأخرى ما يحدث تغييرات جذريّة في فرص العمل المتوفرة للأجيال الشابة، والتغلب على وقت الفراغ بشكل جذري، ما يفضي لتغيير نوع الاستهلاك الثقافي والترفيهي..

فيما تركز قطاعات الدولة على تطوير مدن واعية، ذات تنمية مستدامة، وتتيح فرصاً للتغيير الحضري، وتخطيط المدن، وحوكمتها، وتؤمن حلولاً للتهميش الحضري، وتطور النقل الحضري العام والخاص.